كما انتقلت المعارك من شرق جبهة صرواح غربي مدينة مأرب إلى أقصى جنوب شرق صرواح.
ونظراً إلى الأهمية الاستراتيجية لجبال البلق، التي تمهّد للسيطرة على الطلعة الحمراء وتلة المصارية، آخر التلال المحيطة بمدينة مأرب، حاولت قوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، بدعم من التحالف السعودي، أن تستعيد السيطرة على تلك المرتفعات ولكن محاولتها باءت بالفشل بعد 20 ساعة من المعارك، قُتل فيها قياديين كبار في قوات هادي والتحالف.
وتقدمت القوات اليمنية لصنعاء في مناطق الأشراف ومنطقة الجفينة، ولتأمين خلفية الجبهات من أيّ عملية التفاف عسكري من جبهات مراد جنوب مأرب من قبل قوات هادي والتحالف.
والسيطرة على البلق الأوسط والضفة الشرقية لسد مأرب، ستُمهّد الطريق لقوات الجيش واللجان الشعبية للوصول إلى الخط الرابط بين شبوة ومأرب، لقطع كافة خطوط الإمدادات العسكرية لقوات هادي والتحالف من المحافظات الجنوبية ومن جبهات جنوب المدينة.
وقد انحسرت المواجهات بين قوات صنعاء والتحالف بالقرب من الطريق الدولي الرابط بين محافظتي حضرموت ومأرب شرق منطقة صافر النفطية، وذلك بعدما حقّقت قوات الجيش واللجان الشعبية، مساء الخميس، تقدّماً عسكرياً في جبهات الأقشع، وصدّت عدداً من الهجمات التي شنّتها قوات هادي في الجبهة نفسها.
في موازاة ذلك، تمكّنت القوة الصاروخية، التابعة لقوّات الجيش و"اللجان الشعبية" من تعطيل فاعلية قاعدة صحن الجن، ومقر المنطقة العسكرية الثالثة التابعة لقوات هادي والتحالف السعودي، بعد استهدافها بعدّة صواريخ باليستية، خلال اليومين الماضيين. وذكرت مصادر محلية أن هذه الهجمات دفعت قوات هادي إلى البحث عن مقرّات بديلة في وسط الأحياء السكانية في المنطقة.
وقالت ذات المصادر أن قوات هادي خسرت عدداً كبيراً من القيادات العسكرية العليا، خلال مواجهات مأرب الأخيرة التي دخلت أمس الأسبوع الرابع، ومن بينهم قائد قوات الأمن الخاصّة التابعة لحزب الإصلاح، عبد الغني شعلان المكنّى بأبو محمد شعلان، والذي يعدّ أبرز قائد عسكري للإصلاح، والحاكم السرّي لمدينة مأرب.
وعلى صعيد متصل، تداولت وسائل إعلامية يمنية وثيقة لما يُسمى بـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" (أنصار الشريعة)، موقّعة باسم المدعو خالد باطرفي، والتي تُظهر تكليف القيادي البارز في التنظيم، أبو الحسن السليماني (من مأرب) بقيادة مسلحي التنظيم في مأرب.
وتؤكد الوثيقة أن التنظيم الإرهابي يشارك فعليًا في معارك مأرب إلى جانب قوى التحالف السعودي.
وتتضمن الوثيقة رسالة كتبت بخط اليد وموقعة باسم زعيم التنظيم خالد باطرفي إلى أعضاء التنظيم في مأرب، تدعوهم “للسمع والطاعة في المنشط والمكره، لحماية العقيدة، والذود عن بيضة الإسلام" في مواجهة من وصفهم بـ"الرافضة والمتربصين بأهل السنة" في اشارة إلى أنصار الله.
ولم يظهر على الوثيقة تاريخ محدد، بيد أن التنظيم اتجه إلى نشر وثائق وفيديوهات لباطرفي دون تبيين التاريخ، وذلك منذ إعلان تقرير أممي أن زعيم التنظيم معتقل منذ تشرين الاول أكتوبر العام الماضي، وإن كان قد تحدث في آخر تسجيل مصور له عن أحداث اقتحام الكونغرس في كانون الثاني يناير الماضي.
ويعد السليماني من القيادات البارزة لتنظيم القاعدة حيث قدم إلى مأرب آواخر سبعينات القرن الماضي من مصر حيث يعد أحد المتهمين في اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، وقد أنشأ في مأرب مركزا دينيا لتدريس الأفكار المتطرفة، ثم اتجه إلى الجانب العسكري والتدريب في مزارع عايض الشبواني وبن غريب وآل العرادة بشكل سري للغاية.
ووفقا للمعلومات فإن عددًا من قيادات الإصلاح (الأخوان المسلمين في اليمن) البارزة والمرتبطة بتنظيم القاعدة تدربت على يدي السليماني، ومنهم ناصر مبروك بن رقيب، وأبو مرسل القطراني، وصالح الروسا، ومحمد بن راسية وسعيد الأفرع.
ولم يظهر السليماني في بادئ الأمر ارتباطه بتنظيم القاعدة، ليبقى بعيدًا عن الاستهداف، لكن معظم قيادات التنظيم في اليمن تلقت تدريبها على يديه، ثم برز مؤخرًا كقائد غير معلن للتنظيم في مأرب، ثم كأحد المرشحين لخلافة قاسم الريمي قبل أن يقع الاختيار على خالد باطرفي.
وجه زعيم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، خالد باطرفي، الثلاثاء، رسالة جديدة لمقاتلي التنظيم في اليمن بشأن التطورات في مأرب.
وفي السياق ذاته، كشف ناشط واعلامي جنوبي يقيم في محافظة شبوة، في وقت سابق، عن توفير التحالف غطاء جوي لتأمين تنقلات أرتال التنظيم صوب مأرب.